وقال الأردنيون كلمتهم ... لا لطرد السفير الإسرائيلي من عمّان


مَـن قال إن الشعب الأردني يريد طرد سفير الشقيقة إسرائيل من عمّان؟ ومن قال إن الأردنيين يريدون إلغاء معاهدة وادي عربة ؟ وكذب من سوّلت له نفسه وفكّر لحظة بالإفراج عن الإرهابي المجرم " أحمد الدقامسة " .
الأردنيون اليوم رفعوا الصوت عاليا مدوّيا ضدّ هذه الاتهامات وقالوا نحن أبرياء ممّن اتّهمنا بهذه الموبقات ، نحن بريؤون منه براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب النبي.
كيف - بالله عليكم - نطالب بطرد السفير الإسرائيلي فنعرّض أمننا الوطني للخطر ، ونحن نعلم علم اليقين أن طرده هو العودة إلى حالة الحرب مع إسرائيل ، وأنّى لنا حيلةً على مواجهة الجيش الذي لا يقهر ؟
كيف نطالب بطرد السفير فنترك القدس والمقدسات والمسجد الأقصى مستباحة ساحاته للمصلين ورجال الدين من اليهود ، أنتركهم يقومون بإجراءات من طرف واحد ؟ أم نتركهم يحفرون الأنفاق تحت المسجد الأقصى فيتعرّض لخطر التصدع والانهيار ؟ أم نتركهم يسحبون الوصاية الأردنية عن هذه المقدسات ؟
وكيف نطالب بإلغاء معاهدة وادي عربة ؛ فنحرم رجال الاقتصاد والتجارة المقاومين للتطبيع من الاستيراد والتصدير ، وبالتالي نحرم شعبنا من " الكاكا " و" الجزر " الإسرائيلي الذي أعدّ خصيصاً طعاماً للأرانب أمثالنا ؟
وأيُّ جريمةٍ نقترفها حين نطالب بالافراج عن الإرهابي المجرم القاتل " الدقامسة " ؟ ألم تتلطّخ يداه بالدم النقي الطاهر ، دم الأطفال اليهود ؟ ألم تتحرك فيه مشاعر الغضب والانتصار لكرامته ودينه ؟
ثم أيها الحاقدون ، إن طردنا للسفير أو إلغاء وادي عربة سيجعلنا نتخلّى عن دورنا في احلال السلام ، سلام الشجعان بين المعتدين الفلسطينيين وأبناء عمومتنا شعب الله المختار .
إنّ ما حصل اليوم في مجلس النواب الأردني لهو وصمة عارٍ سيسجلها التاريخ في جبين هذا المجلس الذي كان حريّاً به أن يكون ممثّلاً للشعب لا لمصالح نوّابه ، 81 نائباُ يثقون بالحكومة وحكمَتِها و20 نائباً تغيّبوا لأسباب لا تحتاج إلى تفكير و20 نائباً امتنعوا عن التصويت حفاظا على ماء الوجه إن ظلّ في الوجه حياء . أمّا أعداء مصلحة الوطن والمواطن الذين حجبوا ثقتهم عن الحكومة فهم 25 نائباً .
بالله عليكم ، كيف سّولت لهم أنفسهم أن يقترفوا بحق كرامتنا المهدورة وثوابتنا الراسخة ومصالحنا هذه الجريمة ؟
حقّاً ، إنّ القاعدة الذهبية التي أتقنها هؤلاء المتسلقون " الذيل الهزّاز في الحصول على الامتياز " .
في أعرافنا التي عهدناها أن دم القتيل كان يساوي فنجانا من القهوة العربية السادة ، أمّا دم القاضي علاء زعيتر ليته ساوى قيمة هذا الفنجان !
بُورِك للأردنيين بنوّابهم أصحاب المواقف ، أصحاب الكلمات الرنانة والشعارات البرّاقة . بورك للأر بممثليهم الذين ما كان جلّ همهم إلاّ الحصول على الامتيازات والحوافز !
أما أن أيها الشعب ، فاذهب إلى النوم . وأحلاما سعيدةً . فأنت من جعلت هؤلاء يتحدّثون بصوتك ويقررون نيابة عنك .
الثلاثاء 18 / 3 /2014