ماما «عمّان» وبنت خالتي» الصويفية»

لجأ أمين عمّان صديقنا عقل بلتاجي الى طريقة تجعل سكّان العاصمة «يحنّون» الى مدينتهم،فاقترح اقامة مبادرة بعنوان»أمي عمّان» بالتزامن مع الاحتفال بيوم» الأُم» الذي يصادف في الحادي والعشرين من الشهر الجاري،أي بعد غد»الجمعة».

المبادرة تدعو الى النظافة واحترام الارصفة التي «إنقرضت» من شوارعنا،واحتلتها السيارات ومشاريع البناء المكتملة وغير المكتملة. فتجد على الرصيف»بقايا حصْمة»، و»أسياخ حديد» و» إسمنت»وبقايا»طوب». وبعض الارصفة تحولت الى «كراج لعرض السيارات» ومواقف لأصحاب المحال المحاذية،وغالبا ما يكون»صالون حلاقة» ومحل بيع القهوة ال « تيك أوي»،ولهذا تجد «رشقات» من القهوة التي اعتاد ان يسكبها شاربها وتحديدا بعض سائقي التكسيات والباصات وغيرهم من الكائنات التي لا تفرق معها مبادرات أمانة عمّان سواء كان الشعار»ماما عمّان» أو «طنط/ دير غبار»أو « خالتي الصويفية»،ناهيك عن عمّي»عبدون».
وما بين أفكار أمين عمّان»بلتاجي» وبين تعود الناس على «الفوضى» و»السبهللة»،ومن ذلك عادة سيئة تتمثل بالقاء قاذورات من نافذة السيارات وهي عابرة او حتى وهي متوقفة،وتحديدا في ساعات الصباح الباكر،مما يحول بعض الارصفة والشوارع الى»مَكْرَهة» غير صحية،تبدو المطالبة بضبط المسألة من خلال التشدد ،نعم التشدد بتطبيق قوانين النظافة،تماما مثل قانون معاقبة «قطع الاشارة الحمراء» وتغليظ العقوبة.فليس من المعقول ان يفعل الناس ما يشاؤون في الشوارع دون حسيب او رقيب ولا احد يحدثني عن»الضمير» الذي «غاب» من سنين.
مشكلتنا في الاردن،التراجع والتخاذل في تطبيق القوانين وهو ما يجعل كثير من الكائنات تزيد في «موبقاتها»،وتتحول الاخطاء الى «عادات» ممتدة وعبر الاجيال.
أمس شاهدتُ شابا برفقة فتاة،يسيران في»الجبيهة» وكان عمال الوطن قد أنهوا للتوّ «دهان» الرصيف الممتد من «الدوريات» وحتى»اشارة الجبيهة».
كان واضحا ان الدهان»الاصفر والاسود» لا يزال»طازجا» و»طريّا»، ومع ذلك داس الشاب عليه ودبغ حذاءه والمناطق الخالية من الدهان،أي أنه لوّث نفسه والشارع. وبدا سعيدا خاصة بعد ان شاركته صديقته ذات الضحكة»البايخة».
أحيانا أشعر ان بعض المسؤولين يتعاملون مع حياتنا على طريقة»جمهورية أفلاطون». واحيانا بمزاج»شاعري».
أشعر أحيانا وفي مثل حالتنا ،أن «البراءة .. رداءة».
أحيانا..!!