اصلاحات البشير والنائب الاول

لقد اتخذ الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير تغييرات جذرية وإصلاحات تستحق الذكر كونها تحتل تراتبية ذات اهمية قصوى في مستقبل السودان اذ انني اعتبر مطلقا ان السودان يحتل مكانة ديمغرافية تفوق وزنا غالبية الدول العربية ان لم تكن الاكبر لأسباب موضوعية عدة اهمها انها سلة الغذاء للعالم ومستودع كل المصادر الطبيعية من ماء وطاقة ومعادن .
واعتقد انها يجب ان تلفت نظر العرب وتفوق اهتماما قضية العرب الاولى القضية الفلسطينية رغم اهميتها لأسباب استرتيجية كثيرة ومختلفة يجب ان تؤخذ بالحسبان ولكن للأسف الغرب الاستعماري يطلع بحس ومسئولية بأهمية السودان اكثر من العرب ولا غرابة في ذلك لان العرب نسوا الله فأنساهم انفسهم .
ان التغيير الوزاري الذي اجراه البشير بجرأة وحصافة مؤخرا يعتبر الأكبر من نوعه منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً حيث لم يطرأ تعديل على منصب النائب الأول منذ عام 1998 ، كما لم يغادر الوزارة منذ تلك الفترة بل وقبلها بسنوات عدد من الوزراء والدستوريين شملهم التغيير الأخير وهي من القرارات التي تراعي مستقبل السودان وشكله وصورته النهائية .
لقد أبعد الرئيس التغيير كبار عتاة الاسلاميين عن القصر الرئاسي واستعاض عنهم بقيادات من الصف الثاني للحزب الحاكم ، معلناً عن تشكيلة حكومية جديدة فاجأت الجميع وأذهلت حسابات مؤيديه وخصومه على حد سواء اذ اعتمد المؤتمر الوطنى التشكيلة الحكومية الجديدة التى تضمنت تغيير طاقم رئاسة الجمهورية بخروج كل من النائب الاول لرئيس الجمهورية على عثمان محمد طه واستبداله بالفريق اول ركن بكري حسن صالح وهو امر يحتاج الى وقفة .
لقد شكل على عثمان عبئا كبيرا على ادارة البشير بل وشكل وزرا وبهتانا عظيما لأنه يتحمل مسؤولية الفوضى والتخلف والكثير من القرارات السلبية التي جرت في زمن البشير ومنها انفصال الجنوب اذ ان الرجل كان مصابا بعقدة القبيلة وعقلية الجمود مما اعتبره البعض سببا من اسباب تمزق السودان وتخلفه كما وصمه المراقبون بأنه ضالع في المؤامرة على البشير بشكل مباشر او غير مباشر .
وأما اللافت في التغيير تكليف الفريق بكري ليكون الرجل الثاني في الدولة هو قرار له ابعاده الايجابية لكون الرجل عسكريا زامل البشير في حله وترحاله داخليا وخارجيا وكان له دورا كبيرا في التعامل مع المدنيين من خلال تواجده في القصر الرئاسي وهو شخصية مستمعة مرنة متفهمة ، كما وانه يسعى نحو التقدم بالسودان نحو زراعة وصناعة وتنمية شاملة مستدامة ومتقدمة ، وهو رجل وطني ينتمي للدولة وليس له ميولا للجماعات الاسلامية لأنه عسكري كان ينتمي للمؤسسة العسكرية وليس القبلية الامر الذي جعل منه شخصية مقبولة ومحببة لدى الجميع ، وهو مؤهل لقيادة الدولة على اعتبار ان البشير لن يترشح ولن يتقدم للموقع من جديد كما اعلن لأسباب منها صحية ومنها ما يتعلق بشعوره بالحاجة الى الراحة والاحباطات والإخفاقات والأخطاء التي وقع بها خلال مسيرته .
ان اختيار بكري يصب في مصلحة مستقبل السودان اولا ومصلحة البشير نفسه لان الرجل يتمتع بعلاقة حميمية معه ومن ذلك انه لن يضلع في مؤامرة تسليمه للجنائية الدولية مستقبلا بعكس سابقه علي عثمان .
لست ممن يسعى للتزلف لدى البشير بيد انني لا اقف في عدائية مطلقة او تاييدية مطلقة بل ننقد الخطأ ونربث من اجل الصح عسى الله ان يحقق للسودانيين مستقبل وحياة افضل .
Atef_atmeh@yahoo.com