الدكتور محمد الديري يكتب : بعض من كانوا في الديوان الملكي هم ألد اعداء الاصلاح!!

أخبار البلد- عندما يقول جلالة الملك انه يريد اصلاحا حقيقيا وسريعا فانه يُفهم من كلام جلالته ان الاصلاح الذي طلبه منذ ان تسلم سلطاته الدستورية قبل 11 عاما حاول البعض ان لا  يجعل هذا الاصلاح حقيقيا وان حاولوا على الاقل مجرد محاولة البدء في الاصلاح فان البطء كان الحل بالنسبة لهم لوأد العملية برمتها في مهدها...وحسب  خبرتي المتواضعة فان هذا البعض قد عصا امرا ملكيا ساميا ولابد من معاقبته على ما اقترفت يداه من جريمة بحق الوطن وما اوصلنا اليه من اوضاع بحاجة الى اعادة «نفض» من جديد..

يوم الاحد الماضي اجتمع رؤساء واعضاء السلطات الثلاث في الاردن للاستماع الى خطاب جلالته وكنت اشاهدهم وهم يصفقون لجلالته حين كان يتحدث عن الاصلاح وعن كرامة  المواطن وعن قانون الانتخاب وعن شبهات الفساد وحين كان يتحدث عن التعليمات «اللي من فوق» والاختباء وراء مؤسسة العرش... كان المستمعون يصفقون لكلام جلالته ويهزون رؤوسهم اعجابا واحتراما... ولا اخفيكم سراً انني كنت اضرب كفا بكف عندما اشاهد ذلك لاني والعياذ بالله كنت اشاهد بأم عيني نفاقا لم استطع له تفسيرا فقد تصفحت وجوه بعض المتواجدين في الديوان الملكي ... وتساءلت ألم يكن الكثير من هؤلاء سببا رئيسا في وضع العصي في دواليب عجلة الاصلاح..؟ او لم يكن الكثير من هؤلاء هم من استباحوا كرامة المواطن وامنه واستقراره بقرارات اتخذوها او باجراءات قاموا بها اوصلوا شعبنا المسكين الكريم الى الحالة الاقتصادية.. التي وصل اليها... او لم يكن معظم هؤلاء يختبئون وراء مؤسسة العرش وهم من كانوا يرددون مقولة تعليمات من فوق... أوليس من بين هؤلاء من تثار الشبهات حوله حول قضايا تجاوزات وفساد... اولم يكن من بين هؤلاء من كانوا سدا وحاجزا منيعا امام قانون انتخاب عصري..؟. لو نظرنا الى بعض الوجوه الموجودة لوجدنا انها هي أصل الداء ولن تكون ابدا هي الدواء فكيف بالداء يتحول الى دواء ؟!

الغريب ان هؤلاء كانوا يصفقون وهم داخل انفسهم يعرفون ان سهام الاتهامات تطالهم هم قبل ان تطال اي شخص آخر... كنت اتوقع منهم بعضا من خجل على انفسهم لما اقترفت ايديهم من مصائب اضرت بالوطن أيما اضرار.

يقول المثل العربي «ان المجرب لا يجرب».. واذا كنا فعلا  نريد اصلاحا حقيقيا فأن بعضا من هذه الوجوه التي وضعت في وجه الاصلاح لابد من تغييرها  وهي بداية حقيقية للتغيير المنشود فالترقيع في الثوب البالي لا يصلحه...

والجسد اصبح بحاجة الى ثوب جديد...

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. اذا ضُيّعت الامانة فانتظروا الساعة قالوا وكيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال: اذا اوسد الامر الى غير أهله فأنتظروا الساعة... واذا اردنا تفسير الحديث فانه يتحدث عما نراه هذه الايام من فساد على المستوى السياسي.

وفي حكايات الصحابة لنا ايضا امثله ورحم الله امير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قام عليه رجل وقال له اتق الله ... فقيل للرجل كيف  تقول لأمير المؤمنين اتق الله..؟ فقال لهم عمر:  دعوه والله لاخير فيكم ان لم تقولوها لنا ولا خير فينا ان لم نقبلها منكم .. والله من وراء القصد....

ملاحظة هامة الى القراء الاعزاء:

تصلني تعليقات واتصالات كثيرة حول ما اكتب  فالبعض يحمل عليّ بأنني اذكر الاسماء صراحة منتقدا معتبرين ان ما اقوم به هو تشهير بهذه الشخصيات والبعض الاخر حين لا اذكر الاسماء يعتبرني مداهنا وخائفا حتى اصبحت في حيرة من امري .. فالبعض ينصحني بعدم كتابة الاسماء حتى لا تتم ملاحقتي قانونيا مع انني غير معترض على ذلك واعتقد ان الجرأة والامانة تقتضي ان تسمى الامور بمسمياتها... والبعض الاخر يعتقد انني اقوم بالتشهير ببعض الشخصيات والعياذ بالله ان كنت اقصد التشهير ولكنني اتحدث عن تجاوزات تحدث واذا كانت غير  صحيحة فأنا جاهز للمنازلة القانونية... واتمنى من القراء الكرام ان يتفهموا هذا الامر....

 

dairi21@hotmail.com