يبرود ... حين زلزلت الأرض زلزالها


يبرود مدينة التلال والمغاور والوديان والجبال ، يبرود مدينة السيارت المفخخة ومنطلق والعمليات الانتحارية ، يبرود عاصمة الإرهاب ووكر العقارب والأفاعي السامة ، أرادوا لها أن تكون أم المعارك ومعركة الحسم ، فكانت الرسالة لهم :
الجواب ماترونه لا ما تسمعونه .
عامان من التسلّح والتمويل والاستعداد والتهديد والوعيد . عامان من التآمر الدولي والعربي الاستخباراتي لم تجدِ نفعاً ولم تجلب لأصحابها غير الخيبة والفشل الذريع .
مَــن أراد أن يعرف قيمة النصر في " يبرود " فليقرأه في نشرات الأخبار على قنوات الفتنة والتضليل ، ومَــن أراد أن يفهم ما حدث فليستمع إلى ما يتحدّث به محللو كيان العدو الغاصب ولينظر إلى قسمات وجوههم التي تمعّرت وأسودّت من شدة الغضب والغيظ ، ولــمَ لا يغضبون ويتلاومون ويتساءلون؟
ألم تكن العصابات المسلحة عصاباتهم ، والخطط والاستعدادات تحت إشرافهم ؟ ألم تكن عمليات الرصد وجمع المعلومات وإدارة العمليات بأيديهم ؟ وألم يكونوا مطمئنين إلى قدرة أزلامهم ومرتزقتهم الذين ستخدمهم تضاريس الجغرافية فلا تخذلهم كما حدث في القصير ؟ثم ألم تبشّرنا مخابراتهم أن الجيش السوري قد فقدَ 50 % من قدراته القتالية وأنّ النظام لا يسيطر على أكثر من 40 % من البلاد؟
كثيرةٌ هي التوقعات . وكبيرة كانت الأحلام وشتّان مابين الحلم واليقظة . لقد تناسوا وتجاهلوا أن للحق رجال ورثوا الشجاعة والتضحية كابراً عن كابر ورضعوا العزّة والإباء من أحفادهم : أحفاد ميسلون وتشرين ، تحت أقدامهيُسحق المحال ، فزلزلت القلمون زلزالها وأخرجت " يبرود "أسرارها
انهيارٌ في دفاعات المرتزقة ليس كمثله انهيار صراخ وعويلٌ وخذلان ، هروب وفرار من الموت إلى الموت . سقطت يبرود الحصن المنيع ، خزّان الإرهاب بل تحرّرت وتنفّست عبق الحرية من جديد ؛ فلتقرع طبول النصر في دمشق وشقيقاتها لمقابل فلتقم الرياض والدوحة وتل أبيب ومن تآمر معها مآتم الهزيمة والفشل والخذلان .
أمّا نحن ، سنردّد مع المنشد :
أرضا جئتوها أحياء لن تخرجوا منها إلا أشلاء
بــرّاً جئتم .... بحراً جئتم ... ـجــوّاً جئتم ... ستُهزَمون ... ستُسحَقون

16/3/2014