واصلت وكالة "اخبار البلد" سلسلة لقاءاتها مع المفكر العربي النائب السابق الدكتور احمد الرقيبات والذي تحدث خلال المقابلة التي اجريناها معه صباح اليوم الخميس الموافق 21/1/2021 تحت عنوان "العالم بعد رحيل ترامب " مسلطاً الضوء على الجانب الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه دول العالم وشعوبها بسبب التطرف الرأسمالي الغربي في القرون الاخيرة من عمر العالم .
وقال الدكتور الرقيبات يعتقد الكثيرون في العالم بان النهج الذي اتبعه الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب كان قد سبب مشكلات سياسية واقتصادية وصحية في بعض دول العالم والداخل الامريكي ، ان هذا الاعتقاد تقليدي ولا أساس له من الصحة وان اعتبار شخص الرئيس هو المسبب لتلك المشاهد والاوضاع في الداخل والخارج غير صحيح .
واضاف الرقيبات ان شخص الرئيس السابق وشخص الرئيس الحالي بايدن هما واجهان مختلفان في ظاهرهما المنهجي ولكنهما يمثلان عملة واحدة لشخصية اعتبارية ثالثة الا وهي الدولة الامريكية حيث ان الرئيس السابق كان يمثل الحزب الجمهوري والرئيس الحالي يمثل الحزب الديموقراطي وقد يختلف الحزبان في استراتيجياتهم في فترة توليهم قيادة الولايات المتحدة الامريكية ولكن الدستور الامريكي يفرض على كلاهما الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية للدولة الامريكية فالذي يحكم الجميع هناك هو الدستور الامريكي لكن مشكلة العالم اليوم ليس من يقود امريكا لا بل كيف تقود امريكا العالم .
واكد الدكتور الرقيبات ان الاوضاع الاقتصادية والسياسية في العالم توحي بان كل العالم يبحث عن قيادة قادرة على حل المشكلات القائمة بتوازن واعتدال وان امريكا لن تتمكن من حل مشكلات العالم بتوازن واعتدال واكبر مثال على ذلك الحروب التي قادتها وسببتها في العالم اضافة الى عملها وحلفائها على اسقاط المعسكر الاشتراكي ودعمها المطلق والغير محدود لاسرائيل في منطقة الشرق الاوسط ، كل هذا يوحي بانها عاجزة عن قيادة العالم في المستقبل وحتى لا يفهم ان هذا التحليل معادٍ للسياسات الامريكية ، فاني اؤكد حتى هذه اللحظة لا يوجد بديل اقدر من امريكا على قيادة العالم ولكنني اتوقع بانه سيكون بعد فترة وجيزة من الزمن قيادة جديدة للعالم بديلة للولايات المتحدة الامركية كونها استنفذت كل ما لديها من امكانيات اقتصادية وعلمية وصناعية وعسكرية وسياسية دون ان تحقق المطلوب وما حصل في الاونة الاخيرة من احداث في امريكا وخاصة اجتياح العامة لمبنى كابتل يؤكد بان هذه القيادة قد هرمت وهناك من هو اقدر على ان يحل محلها وما قا م به الرئيس ترامب في الايام الاخيرة من حكمه يؤكد بان هناك مشكلات حقيقية في تنظيم وقيادة العالم كونه يعيش ازمة اقتصادية واقعية مستمرة لا تستطيع اي دولة نكرانها بما فيها الدول النفطية والغنية .
ولفت الدكتور الرقيبات الى ان بعض الدول تعايشت مع هذا الوضع لا بل وحققت مكاسب اقتصادية عظيمة رغم انتشار الوباء في العالم كون هذه الدول لديها الخبرة الكافية في النظم الاقتصادية الاشتراكية والرأسمالية ولديها التعداد السكاني الكبير والمبدع تقنياً في ادارة العالم تكنولوجياً والقادر على ادارة الرأسمالية الاشتراكية بغض النظر عن الظروف الصعبة التي خلفها التطرف الرأسمالي في القرن الحادي والعشرون وانني متاكد بان الدولة الوحيدة القادرة على قيادة النظام الاقتصادي الجديد ( الرأسمالية الاشتراكية ) هي جمهورية الصين الشعبية وهذه القناعة موجودة عندي منذ عقود واصبحت اليوم تحاكي عقول معظم سكان العالم ، وقد يعيق التحالف الرأسمالي التقليدي انجاح ذلك من خلال سيطرته على ثروات واسواق الدول الغنية اقتصادياً والضعيفة عسكرياً واجبارها على محاربة المنتوجات الصينية وافتعال الحروب الاقليمية ونشر الفيروسات المصطنعة بهدف محاصرة النفوذ الاقتصادي الصيني ولكن هذه الاستراتيجية لن تخدم صانعيها طويلاً ولن تحقق اهدافها المرجوة ، ومن يعتقد ان هناك حرب ستقع بين الصين وامريكا يكون مخطأً لان هذا الاحتمال غير وارد على الاطلاق في قاموس الساسة المخضرمون ، الذي حتماً سيؤدي الى دمار الكوكب باكمله .
وقال الدكتور الرقيبات للوصول الى النظام الاقتصادي المشار اليه لا بد من ان تمر اقتصاديات الدول في مرحلة الاعتماد على الحراك الانتاجي المحلي صناعياً وزراعياً وتخفيف سرعة عجلة التجارة الخارجية حتى يتناسب النمو الاقتصادي المحلي مع الاستهلاك ، وهذا هو النظام الاقتصادي الذي سيخلف انهيار الاشتراكية وتطرف الرأسمالية الذي يعيشه العالم منذ ثلاثون عاماً والذي يختلف عن الاقتصاد التقليدي الرأسمالي الذي اعتدناه وعندها ستكون دول العالم قادرة على التعايش بامن وسلام ولم يعد التقويض على الاخر هو من اولويات القوى العظمى في العالم كما شاهدناه خلال القرنين العشرون والواحد والعشرون .