كارثة مالتوس ورؤية بورلوج

كارثة مالتوس ورؤية بورلوج
أخبار البلد -  
اخبار البلد - قدم الإنجليزي مالتوس في مطلع القرن التاسع عشر نظريته اللافتة حول الصدام المنتظر بين متواليتي الإنتاج الزراعي العددية والسكان الهندسية، مؤكدا حتمية الجوع التي تحكم لحظة تقاطعهما، فالناتج الزراعي يرتفع بانتظام مقابل ازدياد عشوائي نهم بالسكان، وهو ما يعني ارتفاع الطلب أمام عرض أقل، وهذه ببساطة أقصر الطرق الى الصراع والحروب. وللخروج من المعضلة قدر مالتوس بأن الحل بإدراك فوضى التكاثر السكاني قبل أن تفرض ثلاثية الضبط الكونية التعداد من خلال الأوبئة والمجاعات والحروب.
يمتلئ تاريخنا البشري بأمثلة لسلوكنا المتوحش لحظة وقوع التهديد لحياة المجموعات؛ فمثلاً يشير (برتراند راسل)، في كتابه المهم (أثر العلم في المجتمع)، الى حادثة رهيبة وقعت في روسيا بعد الحرب العالمية الأولى؛ حيث كان الفلاحون يملكون وفرهم من المؤن بينما كانت المدن ينهشها الجوع بعد حرب كونية طاحنة، وتحت إجبار السلاح قامت السلطة بسلب محاصيل الفلاحين لصالح سكان المدن لتتغذى المجاعة فيما بعد على جثث ملايين الفلاحين، لقد دفع هؤلاء فاتورة عجز باقي فئات المجتمع، إنها حتمية مالتوس في أبهى صورها.
وبالحديث عن الغذاء، ظهرت في العام 1999 سلالة جديدة من مرض صدأ القمح في أوغندا، وهي فطريات تفتك بمحاصيل القمح العالمية تم مواجهتها من قبل العلماء مسبقاً والانتصار عليها، ولكن هذه المرة عادت بسلالة أكثر شراسة وتطوراً، ما جعل الأمن الغذائي على المحك، وخلال أعوام انتقل المرض الذي سيعرف بـ(قاتل القمح) الى جغرافيا افريقيا وتسلل الى آسيا عبر اليمن.
وكما في أفلام نهاية العالم، ظهر عالم يدعى (نورمان بورلوج) في مساء 17 آذار 2008 للعلن باعتباره قائد فريق لعلماء من مختلف دول العالم معلناً نهاية الخطر العالمي، مؤكداً هزيمة هذا المرض الذي استهدف فقراء العالم، وزاد على ذلك أن الصنف الجديد الذي طوروه من القمح لمواجهة الطفرة الفطرية أغزر إنتاجا، هي معركة حقيقية خاضها بورلوج ضد مجاعة عالمية حقيقية ولكنها ليست معركته الأولى.
الحكاية تعود الى نهاية العقد الثالث من القرن الماضي عندما ألقى العالم (الفين ستاكمان) محاضرته التي حملت عنوان (هؤلاء الاعداء الصغار الذين يدمرون محاصيلنا الغذائية)، وباعتبار أن ستاكمان ينسب له علم تشخيص أمراض النبات، فقد كان يقصد بالأعداء الصغار الأمراض والفطريات التي تفتك بغذائنا، وفي تلك المحاضرة حسم طالب الدراسات العليا بورلوج مستقبله فتوجه للاختصاص ذاته، ويعود السبب بذلك لكون هذا العالم الكبير قد شاهد بأم عينه ما يفعله الجوع بجموع البشر، واختبر ذلك بنفسه أثناء ما عرف بالكساد الكبير؛ حيث اضطر للعمل في مشاريع فيدرالية ولمس معنى الجوع الحقيقي وأثره على المجتمعات والأفراد.
وأثناء احتدام الحرب العالمية الثانية، أنشأ تعاون أميركي مكسيكي المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح، وكان بورلوج قد أسهم بابتكارات مهمة في دعم الجهد الحربي للدولة فاختير د.بورلوج لإدارة هذه المؤسسة الناشئة.
كان العالم الكبير أكبر من حدود التوقعات ليقود ما عرف عالمياً بالثورة الخضراء؛ ففي الستينيات من القرن العشرين، طور ما عرف بالقمح العالي الإنتاج، وهو سلالة قمح بساق أقصر يوفر الطاقة التي تستغل في إنتاج سنابل أكبر، هذا الابتكار حول دولا مثل المكسيك والهند وباكستان من مستهلك للقمح الى دولة منتجة ومصدرة للمحاصيل، ليحوز في 1970 على جائزة نوبل لدوره في إيقاف مجاعات عالمية قدر عدد من أسهم في حمايتهم من موت محقق بمليار إنسان.
اليوم، وبعد قراءة تقرير التنمية الدولي لما بعد جائحة كورونا، من الواضح أننا بحاجة للدمج بين قراءة مالتوس ورؤية بورلوج.
 
شريط الأخبار بايدن يحذر الإسرائيليين من مهاجمة حيفا بدل رفح الملخص الاسبوعي لنشاط سوق عمان المالي ... تفاصيل الحكومة: تأخر طرح عطاء تصميم المرحلة الثانية من مشروع الباص السريع صندوق النقد الدولي: الاردن نجح في حماية اقتصاده أسعار الذهب تواصل تحليقها لأعلى مستوى عالميا الحكومة تطرح عطاءين لشراء قرابة 200 ألف طن من القمح والشعير ستاندرد آند بورز‭ ‬تخفض تصنيف إسرائيل طويل الأجل إلى A+ على خلفية المخاطر الجيوسياسية موسى الصبيحي يكتب .. كيف تضبط مؤسسة الضمان التقاعدات المبكرة.؟ الخارجية الإسرائيلية تطلب من سفاراتها الامتناع عن التعليق على الأحداث في إيران وفيات الأردن اليوم الجمعة 19/4/2024 توصيات بارتداء ملابس دافئة... حالة الطقس ليوم الجمعة سطو مسلح على "بنك فلسطين" في رام الله الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير كاميرات تتبع إلكتروني لرصد المخالفات الصفدي يوجه رسالة حادة لنظيره الإيراني حول الإساءات لمواقف الأردن طرد 4 إسرائيليين من فندق في تنزانيا بسبب كلمة "فلسطين حرة" (صور) وزير المالية من واشنطن يتحدث عن قدرة الحكومة الاقتصادية 15 مليون قدم مكعب إنتاج بئر 59 في حقل الريشة الغازي مندوب الاحتلال بالأمم المتحدة يهاجم مجلس الأمن عشية التصويت على عضوية فلسطين: هذا مجلس إرهاب الشمع الأحمر لمحال قصابة تلاعبت بالأختام والذبح