عدنان أبو عودة يكتب عن ..«حل الدولتين» وأهميته المزدوجة للشعب الفلسطيني وللدولة الأردنية

عدنان أبو عودة يكتب عن ..«حل الدولتين» وأهميته المزدوجة للشعب الفلسطيني وللدولة الأردنية
أخبار البلد -   أخبار البلد-
 
ربط الأردن منذ فترة طویلة منظوره للأمن الوطني الأردني بإقامة دولة فلسطینیة مستقلة ذات سیادة، على حدود .ال67 ،على أن تكون عاصمتھا القدس الشرقیة واعتبر ھذا الحل (في المنظور الإستراتیجي الأردني) متشابكاً مع قضایا الحل النھائي، كالحدود والقدس وحق العودة للاجئین والأرض ومرتبطاً بمصالح حیویة أردنیة، سواء على صعید عودة اللاجئین (نسبة معتبرة من الأردنیین من أصول فلسطینیة ویملكون حق العودة)، أو القدس (الوصایة الھاشمیة)، لأسباب عدیدة منھا ما یرتبط بالمعادلة الدیمغرافیة الأردنیة، ومنھا ما یتعلق بالھواجس من محاولات أمیركیة أو إسرائیلیة لتوریط الأردن في .الوضع الفلسطیني الداخلي، وكذلك ما یتعلق بالبعد التاریخي والرمزي بالنسبة للھاشمیین تحاول ھذه الورقة مناقشة القناعة في الأوساط السیاسیة الأردنیة والفلسطینیة بما یتعلق بحل الدولتین وتبعاتھا على الأردن وفلسطین وذلك في ضوء الخطوات الأخیرة للإدارة الأمیركیة، سواء بإعلان صفقة القرن ونقل السفارة إلى القدس، أو ما طرحتھ من تصور الحل النھائي یفضي إلى إلغاء حل الدولتین، كما یفھمھ الأردنیون والفلسطینیون، وینھي عملیا حلم إقامة دولة فلسطینیة حقیقیة ولیست شكلیة، كما أنّھ یقضي على «حق العودة» للفلسطینیین ّ المھج ّ رین، عملیا وواقعیا، ویدفع نحو كیان مشوه یسمى الدولة الفلسطینیة، ولایمت لمعنى الدولة بأي صفة من .الصفات الخطوات الأمیركیة الواقعیة والتصورات النظریة التي طرحت للحل النھائي، ثم اتفاقیات التطبیع العربیة المتلاحقة مع إسرائیل والحدیث عن«السلام الإقلیمي» كمصطلح لاستدخال التطبیع مع إسرائیل وتعویم المطالب الفلسطینیة ّ لتصبح أقل أھمیة وجدوى في معادلة المنطقة؛ كل ذلك یعني أن الخیار الذي طالما سعى إلیھ الأردن ودافع عنھ، .وكتب فیھ جلالة الملك عبد الله الثاني كتابا بعنوان «الفرصة الأخیرة»أصبح في خبر كان ھنا تحدیداً یبدو السؤال مشروعاً بل ضروریاً واستراتیجیاً: كیف ینظر الأردن إلى ھذه التطورات؟ وما ھي انعكاسات ذلك على أمنھ الوطني؟ وما ھي الخیارات البدیلة أردنیاً وفلسطینیاً أیضاً ّ لأن ھنالك اشتباكا وتداخلا كبیرا في ھذا المجال بین المصالح الاستراتیجیة الأردنیة والفلسطینیة على السواء؟ ھل ما زال بالإمكان القیام بشيء لحمایة حل الدولتین ومواجھة مخطط تصفیة الدولة الفلسطینیة وتفریغھا من الأسس الحقیقیة لھا؟ حل الدولتین.. خلفیة تاریخیة حینما یُذكر تعبیر «حل الدولتین» في أي وسیلة إعلامیة في عالمنا ھذا، یفھم من دون تردد أن المقصود ھو النزاع الفلسطیني الإسرائیلي. لقد طال ھذا النزاع وأفرز من المشكلات ما جعلھ مألوفا في الخطاب السیاسي الدولي، سواء في قرارات الأمم المتحدة، أو البیانات السیاسیة المشتركة، أو المؤتمرات الصحفیة التي یتحدث بھا وزراء .الخارجیة العرب في الإقلیم العربي أو خارجھ ویُ ّ ذكر المصطلح (حل الدولتین) عادةً في سیاق الحدیث عن السلام؛ باعتباره ھدفاً مھماً، ومرغوباً على صعید إقلیم .الشرق الأوسط، والصعید العالمي؛ وذلك لأھمیة استقراره لقد نشأ ھذا الاھتمام بعد العدوان الإسرائیلي على مصر والأردن وسوریا في حزیران 1967 ،والذي نجم عنھ احتلال أراض في الدول الثلاث كان من بینھا الضفة الغربیة وقطاع غزة الفلسطینیین، وقد مھدت إسرائیل لذلك .العدوان سیاسیا؛ لتجعلھ یبدو لاحقاً حرباً استباقیة للدفاع عن إسرائیل لتنجو من العقاب بحسب میثاق الأمم المتحدة صدر عن مجلس الأمن بعد الحرب قرار 242،الذي نص على مبادئ السلام، وأھمھا الانسحاب من الأراضي المحتلة تمھیداً لقیام سلام دائم. تعثر الجھد الدولي للتوصل إلى سلام دائم، وأنھیت مھام المبعوث الدولي السویدي الدكتور جونار یارنج المعین لھذه المھمة، ثم وقعت حرب جدیدة في تشرین أول 1973 ،وتدخلت الولایات المتحدة الأمریكیة؛ لإنھاء ھذه الحرب، لیتبعھا ثلاث اتفاقیات سلام عربیة إسرائیلیة، كانت الأولى معاھدة كامب دیفید بین مصر وإسرائیل عام 1979 ،والتي على أساسھا استردَّت مصر أراضیھا المحتلة، وبعدھا اتفاقیة أوسلو بین منظمة
التحریر الفلسطینیة وإسرائیل عام 1993 ،والتي لم تؤد إلى انسحاب إسرائیلي من الأراضي الفلسطینیة المحتلة، بل إقامة حكم ذاتي فلسطیني، والاتفاقیة الثالثة تمت بین الأردن وإسرائیل عام 1994 .أما الأراضي السوریة المحتلة فقد بقیت في قبضة إسرائیل؛ لفشل المحادثات التي أدارتھا الولایات المتحدة بین الدولتین، وإنھ لجدیر بالذكر أن .عملیة السلام في الشرق الأوسط انتقلت منذ حرب تشرین 1973 من الأمم المتحدة إلى الحضن الأمیركي ورد في اتفاقیة أوسلو نص اعتراف منظمة التحریر الفلسطینیة بدولة إسرائیل، ولم یرد فیھا بالمقابل نص عن إقامة َ دولة فلسطینیة، واتفق المتفاوضون على إرجاء ھذا الموضوع لما سموه بالاتفاقیة «الحل النھائي» الذي فھم منھ ٍ دولة فلسطینیة؛ باعتبار أن قیامھا ھو الذي سیجلب السلام الدائم للإقلیم، أما إسرائیل فقد الفلسطینیون والعالم إقامةَ اكتفت في ھذه المرحلة بالاعتراف بمنظمة التحریر كممثل شرعي ووحید للفلسطینیین. لقد مضى على الاتفاقیة حتى الیوم سبعة وعشرون عاماً ولم تقم دولة فلسطین ولم یجلس الجانبان للتباحث بالحل النھائي. من المسؤول عن ذلك؟ اللاعبون الرئیسون في عملیة السلام بالإضافة إلى طرفي النزاع (إسرائیل والسلطة الفلسطینیة) فإن اللاعبین الرئیسین في عملیة السلام ھم: الأمم المتحدة، ثم الولایات المتحدة والتي أمسكت بخیوط اللعبة منذ أوائل سبعینیات القرن الماضي، كما ذكرت سابقا. ِت الرباعیة الدولیة عام 2002 ،وكان في عضویتھا كل من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ولاحقاً ُ شكلّ .والولایات المتحدة، وروسیا. وفي ما یلي سأتطرق لعرض دور كل طرف على مدى ربع القرن الماضي أبدأ بالأمم المتحدة باعتبارھا ملاذ الدول والشعوب المظلومة وفقا لمیثاقھا الذي یعتبر أساس القانون الدولي ومرجعیتھ، منذ أنشئت السلطة الفلسطینیة حتى یومنا ھذا لم تتوقف إسرائیل عن بناء المستوطنات وتوطین الیھود . ِ فیھا مواصلَةً بذلك ما بدأتھ مباشرة بعد احتلال الضفة الغربیة عام 1967 ،مخالفة بذلك اتفاقیات لاھاي وجنیف لم تتوقف الدول العربیة عن تقدیم الشكاوى ضد إسرائیل؛ بسبب ھذه المخالفة المفضوحة، لتلیھا السلطة الفلسطینیة ً بعد قیامھا بمواصلة تقدیم الشكوى، ولكن إجراء حقیقیا واحدا لم یتخذ لوقف ھذه المخالفة. وحینما كانت السلطة تلجأ لمجلس الأمن شاكیة كانت تُستقبل بالفیتو الأمیركي الذي وظفتھ الولایات المتحدة أكثر من أربعین مرة ضد .الشكاوى الفلسطینیة، وذلك بالرغم من الإجماع العالمي على إدانة السلوك الإسرائیلي ّ إن ّ الولایات المتحدة لعبت دور الشریك غیر المباشر مع إسرائیل في بناء المستوطنات، ومن المفید أن نذكِ ّ ر بأن الولایات المتحدة، ومنذ أرادت أن تلعب دوراً في إقامة السلام قدمت وحتى الآن اقتراحین: أولھما حمل اسم الرئیس ریغان وھو مبادرة السلام التي طرحھا في تشرین ثاني 1982 بعد إخراج الفدائیین من لبنان، وكان جوھر ذلك المشروع ھو إقامة حكم ذاتي في الضفة الغربیة (وغزة) مرتبط بالأردن، وورد فیھ ذكر وقف الاستیطان الإسرائیلي، ولكن لم یذكر إقامة دولة فلسطینیة، بل إنھ استبعد تحقیق سلام من خلال إقامة دولة فلسطینیة. وثانیھما .مشروع الرئیس ترمب المسمى «صفقة القرن» وھو أیضا لم یذكر دولة فلسطینیة حقیقیة في آذار 1991 بعثني جلالة المرحوم الملك الحسین وبناء على طلب من واشنطن بإرسال مبعوث عنھ لیشرح لھ المسؤولون ماذا قصد الرئیس بوش بمؤتمر دولي للسلام، وھو الذي أعلن عنھ بعد تحریر الكویت في 28 - 1- 1990 في لقائي مع جیمس بیكر وزیر الخارجیة الأمیركي آنذاك، قال لي صراحة: «لن یكون ھناك دولة فلسطینیة بل كیان أقل من دولة وأعلى قلیلاً من حكم ذاتي». من ھذا نستنتج أن اللاعب الثاني في عملیة السلام یتبنى الموقف .الإسرائیلي بعدم إقامة دولة فلسطینیة في الضفة الغربیة وقطاع غزة ُ أما اللاعب الثالث أي «الرباعیة» التي تضم الولایات المتحدة وش ّكلت عام 2002 ،وتوقف عملھا عام 2016 فلم تتمكن من إحراز أي تقدم نحو السلام الدائم بإقامة دولة فلسطینیة، واكتفى وزیر الخارجیة الأمیركي في عھد ّ الرئیس أوباما، جون كیري (آخر ممثل أمیركي في الرباعیة) بإسداء نصیحة لإسرائیل بأن سیاساتھا ستؤدي إلى نشوء أبارتاید سیسیئ إلى صورتھا في العالم. من الواضح أن الموقف الأمریكي یعكس سیاسة الدعم الأمیركیة .لإسرائیل، والتي تقوم سیاساتھا على عدم إقامة دولة فلسطینیة ّ لماذا ترفض إسرائیل حل الدولتین؟ ھذه الحقیقة تثیر تساؤلاً ھاماً للغایة وھو: لماذا ترفض إسرائیل قیام دولة فلسطینیة؟ وھو الامر الذي سیؤدي إلى قبولھا في المحیط العربي وسیزیل عنھا الإحراج العالمي!. إن موقفھا ھذا ضد المنطق والعقلانیة، وفي ما یلي .سأفسر عدم عقلانیة ھذا المنطق حینما قررت الأمم المتحدة عام 1947 تقسیم فلسطین إلى دولة یھودیة وأخرى فلسطینیة رفضت الدول العربیة ً السبع ھذا القرار، بالإضافة إلى ممثلي فلسطین الذین رفضوه ابتداء لعدم عدالتھ، كما رفضوه لسبب آخر وھو رفضھم لزرع جسم غریب في الإقلیم العربي، فالإقلیم عربي الھویة والثقافة والتاریخ والدیموغرافیة. ورد الفعل العربي بھذا المعنى كان منطقیا؛ لأنھم تصرفوا كما یتصرف جسم الإنسان حین یتسلل فیھ جسم غریب، فینتفض؛ لطرد ذلك الجسم الغریب، وإذا فشل الجسم في طرده یعمد إلى حوصلتھ انتظارا للیوم الذي تمكنھ مناعتھ من التخلص منھ. وھذا ما حدث بالضبط حینما فشل العرب عسكریا في التخلص منھ عام 1948 ،فاضطروا إلى حوصلتھ التي اتخذت شكل محاصرتھ ومقاطعتھ التي استمرت حتى عام 1967 حینما حققت إسرائیل انتصارا عسكریا ساحقا على الجیوش العربیة منھیة الحصار، وذلك حینما قبلت مصر والأردن قرار مجلس الأمن 242، وقبلتھ سوریا بعد حرب تشرین وذلك بقبولھا قرار مجلس الأمن 338 الذي نص على قرار 242 ،ونتیجة قبول ھذین القرارین فتحت الأبواب لإسرائیل وانتھى الحصار وأصبحت عملیة السلام ھي مرجعیة سائر الدول بعد أن .قبلت الدول العربیة وجود إسرائیل في الجوار، بعدما كانت سابقا رافضة لھ كان المطلوب ھو استرجاع الأرض المحتلة وتأسیس السلام. فمضت الدول العربیة في إعلان قبولھا بدولة إسرائیل؛ إذا تحقق السلام، وأقیمت الدولة الفلسطینیة، ووصل الأمر حد الإعلان في قرار القمة العربیة في بیروت 2002 أن العرب سیتقبلون إسرائیل في وسطھم، وبذلك وعدت الدول العربیة بقبول ما رفضتھ عام 1947 ،وإنشاء علاقات طبیعیة معھا. ومع ذلك لم تستجب إسرائیل لھذا العرض الكریم في تصرف غیر منطقي. لماذا؟ لا بد أن .یكون لھ سبب ّ إسرائیل ھي مشروع حركة قومیة یھودیة، ومع أن الدین لا یشكل قومیة، إلا أن قادة ھذه الحركة الصھیونیة تمكنوا في القرن التاسع عشر في أوروبا، وھو قرن القومیات والاستعمار، من مزج الدین بالتاریخ وبالاضطھاد المسیحي ّ للیھود في أوروبا بحركة تعمل على إنقاذھم وإیجاد وطن لھم لیحمیھم، وكانت فلسطین ھي المكان المرتجى. فشكل . ّ ھذا المفھوم أیدولوجیة تجسدت في إسرائیل إن رفض إسرائیل لقیام دولة فلسطینیة بالضفة الغربیة وقطاع غزة مدفوع بتمسكھا بأیدیولوجیتھا التي تقوم على ركیزتین: الأولى أرض فلسطین وقد أمنتھا بالكامل في حرب حزیران 1967 ،أما الثانیة فإن الأرض للیھود فقط .وبالتالي لا تسمح بقیام دولة فلسطینیة على أرض تعتبرھا یھودیة حتى لا تنحرف بأیدیولوجیتھا إذن الموقف الإسرائیلي الرافض لقیام دولة فلسطینیة ھو موقف أیدیولوجي، ولیس موقفا سیاسیا مبنیا على تحقیق المصالح، ویحكم العقل لا العاطفة عند اتخاذ القرار. ولتأكید موقفھا الأیدیولوجي أصدرت قانون القومیة الیھودیة ِّعرف إسرائیل بدولة قومیة للشعب الیھودي فقط. منذ عام ١٩٤٨ وقبل سن ھذا القانون بنحو عام ٢٠١٨ الذي یُ سبعین عاما تعاملت دولة إسرائیل مع الفلسطینیین الذین لم یخرجوا من بیوتھم في مدنھم وقراھم وفق مضمون ھذا القانون من خلال العمل على الحد من تكاثر الفلسطینیین، بشكل غیر مباشر، حینما وضعت تعلیمات تمنع أو تعرقل إضافة بناء جدید على مبنى العائلة القائم في المدینة أو القریة؛ لتمنع الزواج المبكر أو تؤخره. ومع ذلك یشكل ھؤلاء الفلسطینیون المقیمون في إسرائیل الیوم حوالي 20 %من سكانھا، ویقیم معظمھم بمنطقة المثلث، والتي یقترح الجانب الأمریكي–حسب تفاصیل خطة ما یعرف بصفقة القرن–إمكانیة «إعادة رسم حدود إسرائیل، وفقاً .«لاتفاق الطرفین، بحیث تصبح مجتمعات المثلث جزءاً من دولة فلسطین
یذكرني ذلك بمثال على مكر التاریخ؛ فالمثلث قبل توقیع اتفاقیة الھدنة «رودس» الإسرائیلیة الأردنیة في نیسان عام 1949 كانت تحت سیطرة الجیش الأردني، الذي خلق وجوده الخصر النحیل لإسرائیل وكانت تسعى لطرد ُ سكانھ، فضغط على الأردن لیتنازل عنھ ولیصبح المثلث أرضا إسرائیلیة فیما تنازلت إسرائیل عن التلال الجنوبیة لمدینة الخلیل، ضمن مفاوضات كانت صعبة ومعقدة. وشرعت إسرائیل بالضغط العسكري على سكانھ لیھاجروا كما فعلوا ذلك في مناطق أخرى، إلا أنھم ثبتوا ولم یھاجروا لیصبحوا الیوم مصدر قلق لإسرائیل؛ حیث أصبحت .منطقة المثلث مصدر قلق دیمغرافي وجغرافي لھم :أعتقد أن ما یعمي أبصار القیادة الإسرائیلیة أمران اثنان :الأول وقوف أقوى دولة في العالم (الولایات المتحدة) إلى جانبھم، وسكوتھا على مخالفاتھم العدیدة للقانون الدولي، وحمایتھا لھم بسلاح الفیتو، ووجود مجموعات ضغط وأشخاص نافذین من الجالیة الیھودیة الأمیركیة وھي فاعلة بما یخص السیاسات الأمیركیة، والتي تؤثر بشكل فاعل وكبیر في كثیر من الأحیان في السیاسة الأمیركیة، وبخاصة في الشرق الأوسط، ومثال على ذلك، منظمة أیباك، فضلاً عن المجموعة الإنجیلیة المتشددة في الولایات .المتحدة :الثاني الذي حد من عقلانیتھم فھو الظفریة التي استولت علیھم بعد انتصارھم العسكري الساحق على الجیوش العربیة في حرب حزیران عام 1967 . ّ فالظفریة جعلتھم یشعرون أن بإمكانھم تحقیق المستحیل. وفي رأیي أن إنجازھم الاخیر، بالحصول على الاعتراف، وتطبیع العلاقات مع دول عربیة في الاطراف ھي: الامارات العربیة المتحدة، ومملكة البحرین، والسودان. بعد أن حققت سلاماً مع مصر والأردن المجاورتین، مما یغذي داء الظفریة ویزیده درجات، ویزیدھم عنادا؛ مثلما غذت الظفریة القیادات الإسرائیلیة، حینما احتلت إسرائیل سائر الأرض، وحققت .نصف الحلم الأول والسؤال ھو: ھل سیقبل الإسرائیلیون بالوصول إلى الصورة السیئة التي حذرھم منھا وزیر الخارجیة كیري بأنھم في رفضھم لإقامة الدولة الواحدة ذات القومیتین، ولإقامة دولة فلسطینیة على الأراضي المحتلة سیجعلون من بلدھم دولة أبارتاید؟ الأمر یعتمد على تغیر البنیة السیاسیة الإسرائیلیة حیث ما زال الیمین الأیدولوجي ھو المسیطر معظم الوقت منذ اغتیال إسحاق رابین عام 1995 ،آخر زعیم سیاسي إسرائیلي كان یؤمن بالسلام، إذ منذ اغتیالھ تراجعت قوة السیاسیین الذین تتحكم بھم قوة الفكر السیاسي المتعقل لتحل محلھم قوة الیمین الأیدولوجي، وأخشى أن الحال إذا ما استمر على ما ھو علیھ أن یعمل الیمین الأیدولوجي الحاكم على تفریغ أرض فلسطین من أكبر عدد من الفلسطینیین، لیحققوا النصف الثاني من الحلم، وھو تصفیة الأرض منھم، وھذا أمر لا یخفیھ الكثیرون، . ّ وخاصة الیمین أو الأیدیولوجیون المتشددون منھم الذین یصرحون أن الأردن ھو فلسطین ما العمل أردنیاً وفلسطینیاً؟ ومن ھنا لا بد لنا كأردنیین أن نكون حذرین وناشطین للحفاظ على الأردن،ومن المؤكد أن عدم قیام الدولة الفلسطینیة وشطبھا من الخریطة، سیكون لھ تداعیات جسیمة على الھویة الأردنیة. والحقیقة أن ھذه الخشیة كانت قائمة منذ وقت مبكر لدى القیادة الأردنیة أیام جلالةالمرحوم الملك الحسین، ویقیني أنھا ما زالت قائمة مع جلالة الملك عبدالله الثاني، ومرد حدسي ھذا ھو ثبات الموقف الأردني في تأییده لحل الدولتین. علینا ان نؤید ھذا الموقف ونطلب من القیادة الأردنیة أن تتوسع بكسب تأیید قادة عرب ومسلمین ودولیین لھذا الموقف. وبخاصة أن حل الدولتین دولیا ھو الشائع، وھو الذي یسھم في منح الشرعیة للمطلب الفلسطیني. وعلى الأردن أن یجتھد في العمل على إنھاء الانقسام الفلسطیني في الأرض المحتلة الذي یضعف من موقفھم عالمیا إذ أن المیدان العالمي ھو المیدان الخصب الذي یتلقى بالترحیب المطالب الفلسطینیة بحقھم في تقریر المصیر، وإقامة دولتھم المستقلة وخاصة بعد انتھاء الحرب الباردة، وزوال الاتحاد السوفیتي الذي كان یركز على الاقتصاد ولیس على القیم العالمیة كما ھو في الجامعات والمجتمعات الغربیة یؤكد لنا BDS الحال الیوم في الدول الدیموقراطیة؛ حیث نجاح حركة المقاطعة ذلك. و«حل الدولتین» بالنسبة للأردن ینبغي أن یكون في صلب استراتیجیتھ الدفاعیة في علاقتھ الدولیة؛ لأن حل .الدولتین كمدخل للسلام الدائم في الشرق الأوسط یتبناه العالم بما في ذلك الأمم المتحدة وللأھمیة الأمنیة لحل الدولتین بالنسبة للأردن، أقترح تشكیل لجنة علیا لمتابعة مواقف دول العالم منھا بقصد التمسك بإدامتھا لأھمیتھا في بناء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ذات الأھمیة الدولیة. وتكون مھمة .اللجنة دراسة مواقف الدول، والتعرف على مداخل مصالحھا، وربطھا بحل الدولتین تطبق القیادة الأردنیة ھذه المعلومات في نشاطھا الدبلوماسي على الصعید الثنائي، ثم الدولي. ویتم ذلك في العادة أثناء زیارات جلالة الملك لعواصم دول العالم، ومشاركتھ في المؤتمرات الدولیة حیث ینصح بتضمین كلماتھ إشارة إلى سلام الشرق الأوسط، وربطھ بحل الدولتین. وحین یصدر أي بیان عن ذلك النشاط أكان على الصعید الثنائي .أو الدولي، یجب العمل على تضمینھ إشارة إلى حل الدولتین كركیزة للسلام الدائم في الإقلیم ّ إن إدامة حل الدولتین كمطلب عالمي من شأنھ على الأقل ردع إسرائیل، وربما تراجعھا عن نوایاھا التوسعیة. وینبغي ألا یقتصر ھذا النشاط على عمل الحكومة، بل لا بد أن یتعداه إلى المنظمات الأھلیة والاتحادات الطالبیة؛ لتوسیع قاعدتھ عالمیا. وسیكون ذلك من نشاطات ومھام اللجنة العلیا المقترحة التي تؤسس علاقات صداقة مع ھذه .المنظمات ولعل أھم وسائل الدفاع الاستراتیجي عن الأردن ھو العمل الواعي، والجھد المتصل على تثبیت سكان الأرض ّ المحتلة في أرضھم. وفي ھذا السیاق لا بد من التذكیر بأن من أبرز الظواھر العالمیة ھي الھجرة من أجل الرزق. .فالآسیویون یھاجرون، والأفارقة یھاجرون، وكذلك الشرق أوروبیین، والعرب الھجرة من أجل الرزق قد تكون محركا رئیسا في تفریغ الأراضي الفلسطینیة؛ حیث یلعب العامل الاقتصادي عامل ضغط وإجبار لھجرة الفلسطینیین، وقد یشجع ذلك توفر أماكن أو بلدان معینة بحاجة إلى مھاجرین وعمال مھرة وھي جاھزة لاستقبالھم، ولا أستبعد أن تكون دول الأطراف العربیة الغنیة بالموارد، والتي فتحت أبوابھا لإسرائیل .مؤخرا، ھي واحدة من البلدان التي سوف تفتح أبوابھا لاستقبال الفلسطینیین الباحثین عن الرزق ولأن التثبیت یعني صمود الفلسطینیین في الأراضي المحتلة أمام تخطیط إسرائیل لاقتلاعھم ھو الوسیلة المثلى لسد الطریق أمام شرعنة الضم؛ على الأردن الرسمي، وكذلك على اللجنة العلیا المقترحة أن یتابعا ھذا الأمر بجدیة تحضیرا للدفاع عن الذات دون التوقف عن الدعوة لحل الدولتین، وإبرازه كحل أفضل؛ لكسب الرزق بتطویر الدولة الفلسطینیة المقترحة، وإبراز إمكاناتھا المرئیة والكامنة للتطور. كما یمكن للأردن أن یتصدى لمھمة تثبیت الفلسطینیین في الأرض المحتلة من خلال اعتماد وتفعیل عدة إجراءات أخرى، قد تكون واحدة منھا تلك التي تعمل على تسھیل استیراد المنتجات الزراعیة والصناعیة الفلسطینیة. وأردنیا ینبغي الا یقل تمسكنا بحل الدولتین عن ّ تمسكنا بالأقصى. ومن الجدیر بالملاحظة أن معظم دول العالم بما في ذلك الدول العربیة تنادي بحل الدولتین من دون أن تقرنھ بمطالبة إسرائیل بوقف الاستیطان. ومن المھم أن یُطور ھذا الموقف لینادي بحل الدولتین ووقف الاستیطان تمھیدا لاستئناف المفاوضات؛ لأن شعار حل الدولتین لا یوقف الاستیطان، حتى المفاوضات الفلسطینیة الإسرائیلیة قبل أن تتوقف كانت تجري والاستیطان مستمر، حتى وصل عدد المستوطنین ما وصل إلیھ من مئات .الألوف. فلا شعار حل الدولتین، ولااستئناف المفاوضات دون وقف الاستیطان یساعد على إقامة الدولة الفلسطینیة وأقترح على الحكومة الأردنیة أن توظف دبلوماسیتھا لشرح ھذا الأمر للدول الغربیة الصدیقة كي یصبح موقفھا «حل الدولتین ووقف الاستیطان». إن ھذه الملاحظة مھمة للغایة والا سنكون نلعب لعبة إسرائیل ضد إقامة الدولة .الفلسطینیة دون أن ندري وأخیراً لا بد أن یكون الأردن والسلطة الفلسطینیة على وعي تام بحیلة دولة الارخبیل الفلسطینیة؛ أي الدولة
المشكلة من قطع أراض متفرقة غیر متصلة یطلق علیھا اسم دولة. وھذه الحیلة تتجانس مع الایدولوجیة، التي ترید إخراج أكبر عدد من الفلسطینیین من الدولة الیھودیة باقتطاع أصغر أرض ممكنة مع أكبر عدد من الفلسطینیین. ولكن لأن من أھم سمات الدولة الحقیقیة ھي تواصل الأرض ذات الحدود الواحدة، والتي تمتلك سلطة السیادة على .الأرض، والسماء، والماء الخوف كل الخوف أن تنجح إسرائیل والولایات المتحدة بخداع العالم بتقدیم دولة أرخبیلیة یطلق علیھا دولة .فلسطین ورقة نشرت عن مؤسسة فریدریش إیبرت*
شريط الأخبار درجات حرارة معتدلة وسحب متفرقة... حالة الطقس ليوم الخميس القسام: كمين يوقع قوات صهيونية باستخدام صواريخ طائرات f-16 وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى متظاهرون غاضبون يضربون بن غفير بالأحذية... ونيران بالقرب من منزل نتنياهو (فيديو) ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة هل هناك اعتداء على أراضٍ وأملاك وقفية؟... الخلايلة يتحدث الأشغال المؤقتة لرئيس لجنة زكاة وتغريمه ٤١٦ الف دينار هل الأحزاب الأردنية ناضجة؟... الإجابة لدى المعايطة قانون التنمية الاجتماعية يدخل حيز التنفيذ الأربعاء حالة الملك سلمان بعد مغادرته المستشفى منظومة الأمن السيبراني.. هذه هي أبرز المشاريع الحكومية لحماية المؤسسات الوطنية شخص يدعس معلما أمام مدرسته ويلوذ بالفرار في عمان بالصور.. إنطلاق فعاليات مؤتمر جراحة السمنة الرابع بالصور... انطلاق فعاليات مؤتمر جراحة السمنة الرابع “القسام” تنشر فيديو جديد لأسير إسرائيلي.. هاجم نتنياهو وحكومته وطالبهما بالإفراج عنهم فوراً وفاة و6 إصابات بحادثي سير في العاصمة عمان تراجع زوار "المدرج الروماني" 21.3٪ خلال الربع الأول من العام الجاري أكثر من 100 ألف دينار خسائر "جبل القلعة" لتراجع أعداد الزوار قرار قضائي بحق شاب تسبب بحمل قاصر بعدما أوهمها بالزواج في الأردن قرارات حكومية جديدة.. تفاصيل