هل يمكن توظيف المواجهة بين الحريديم والكيان الصهيوني؟

هل يمكن توظيف المواجهة بين الحريديم والكيان الصهيوني؟
أخبار البلد -   اخبار البلد- أثارت حالة الاستقطاب والخلاف المتصاعد بين التيار الديني اليهودي الحريدي ومؤسسة الحكمفي الكيان الصهيوني اهتمام نخب عربية.

هذه النخب، وبعضها قامات فكرية وازنة رأت أنه بالإمكان الاستثمار في هذا الخلاف لجهةإضعاف هذا الكيان وتحسين مكانة القضية الفلسطينية.

في الواقع، إن الخلاف بين الحريديم والكيان الصهيوني، لا يسمح كثيرا باستغلاله لصالحالقضية الفلسطينية، لأنه ببساطة يتمحور حول قضايا لا تمس بشكل مباشر الصراع معالاحتلال، وهما: العلاقة بين الدين الدولة، ومصالح الحريديم المتمثلة في تأمين الدعم الماديلجمهورهم ومؤسساتهم الدينية والتعليمية.

ومن الأهمية التأكيد أن الاحتجاجات التي ينظمها الحريديم حاليا ضد مؤسسات الكيان،وتحديدا رفضهم احترام إجراءات مواجهة كورونا تأتي في إطار الحرص على مراكمة القوةوفرض التوجهات الدينية والعقائدية على الكيان وليس من منطلق مواجهة توجهات الكيان العدائيةتجاه العرب، بدليل مشاركة الحريديم في الائتلاف الحاكم.

مع العلم أن مصالح الحريديم الاقتصادية تدفعهم ليس فقط لتبني مواقف متطرفة من الصراع،بل تجعلهم يسهمون في إضفاء مزيد من التشدد على مواقف الحكومات التي هم جزء منها.

فقد دفع الحريديم الحكومات الصهيونية لاستغلال احتياطي الأراضي في الضفة الغربية لبناءمستوطنات خاصة بهم، مما جعلهم أكثر رفضا لأي مشروع تسوية يقوم على فكرة الانسحاب من الضفة، على اعتبار أن هذا الانسحاب يعني المس المستوطنات الكبيرة التي بنيت لصالحهمهناك والتي منحت سكنا رخيصا وضمنت لهم العيش في أجواء انعزالية، كما يفضلون.

في الوقت ذاته، فإن إسهام الحريديم المتدني في سوق العمل واعتمادهم على مخصصات الضمانالاجتماعي وعدم تحملهم عبء الخدمة العسكرية مقارنة بالقطاعات السكانية الأخرى، يجعلهم
مجبرين على قبول قواعد النظام السياسي رغم الاحتكاكات الهادفة لتحسين مكانتهم في هذاالنظام؛ مع العلم أن هذه الاحتكاكات تكون في بعض الأحيان من الخطورة بشكل يمكن أن يهدد
استقرار النظام السياسي برمته.

صحيح أن الحريديم يعدون ثقبا أسود للكيان الصهيوني لأنهم لا يشاركون في سوق العمل وقلةمنهم تخدم في الجيش، لكن هذا تحديدا يجعلهم أكثر ارتباطا بقوى اليمين، لكي تتواصل مشاركتهم
في الائتلافات الحاكمة ليواصلوا حيازة الموارد المالية لأتباعهم ومؤسساتهم.

وقبل الخوض في توجهات التيار الديني الحريدي من الصراع، من الأهمية الإشارة إلى حقيقةأن هذا التيار يمثل10% من تعداد اليهود في الكيان الصهيوني، ويتسم بمستوى اكاثر طبيعي لديه
كبير جدا، حيث إن متوسط عدد ولادات المرأة الحريدية 8 ولادات.

ولا شك أن المنطلقات العقائدية والفقهية للتيار الديني الحريدي تجعله يتشرب مواقف متطرفةمن الصراع؛ فأكثر من 90% من عناصره يعرفون أنفسهم كمنتمين لليمين أو اليمين المتطرف.

ما يدل على التوجهات المتطرفة للتيار الحريدي، حقيقة أن حركتي "شاس" ويهودات هتوراةاللتان تحتكران تمثيل 95% من اليهود الحريديم في إسرائيل هما شريكتان دائمتان في الحكوماتالتي يشكلها اليمين الصهيوني، منذ أن صعود الليكود للحكم لأول مرة في 1977.

ويسهم الحريديم بدور أساس في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية،وتحديدا عبر انتسابهم لمنظمة "شارة ثمن" الإرهابية.

فمنفذ جريمة إحراق عائلة دوابشة يوئيل بن أويل هو من الحريديم، وكذلك الإرهابيون الذين قاموابرجم المواطنة الفلسطينية عائشة الرابي مهم من من الحريديم، فضلا عن أن لواء "هناحل
هحريدي" ولواء "نتسي يهودا"، اللذان يخدم في إطارهما الحريديم في الجيش هما الأكثر عنفا فيالتعامل مع الفلسطينيين.

إلى جانب ذلك، فإن معظم مرجعيات الإفتاء اليهودي التي تتوسع في ابتداع المسوغات الفقهيةالتي تحث على قتل العرب وذبحهم، مثل الحاخامين إلتسور، وشابيرا، مؤلفا المصنف الفقهي
"شريعة الملك" والحاخام اسحك جنزبرغ مؤلف المصنف "تبارك الرجل" هم من الحريديم.

ويعد حي "مئة شعريم" (مائة باب) في القدس المحتلة هو معقل الجناح الحريدي الأكثر تطرفاوالأكثر غلوا في رفضه لمؤسسات الحكم، وهو الجناح الذي يطلق عليه الصهاينة "الجناحالشمالي" الحريدي ا، وهذا التيار يتحدى الكيان من منطلق الشعور بالنفوذ والقوة وليس من منطلقرفض الكيان وتحدي سياساته العنصرية تجاه العرب والفلسطينيين.

هناك خلط بين جماعة "ناطوري كرتا" الحريدية الهامشية جدا، التي بالفعل ترفض الاعترافبالكيان الصهيوني وتساند الحق الفلسطيني، والتي معظم أتباعها خارج فلسطين وبين بقية مكوناتالتيار الحريدي، التي تتبنى المواقف المتطرف
 
شريط الأخبار مهم من التربية بشأن امتحانات التوجيهي الالكترونية بعد فضيحة جنسية... استقالة مذيع "بي بي سي" هيو إدواردز الأحمد: يرحب بزيارة سمو الأمير الكويتي إلى الأردن ويطالب بفتح المكتب الصحي الكويتي البخيت: سنقوم بدراسة أثر قرار رفع بدلات أجور الأراضي على قطاع التعدين وزيران للنقل يعلقان على تطبيق نظام الطرق مدفوعة الرسوم مهم لطلبة المدارس الحكومية خلال العطلة الصيفية في الأردن 736 حالة طلاق في الأردن خلال رمضان بسبب الغضب والتسرع والتدخل السلبي من الأقارب والخلافات حول المناسبات الاجتماعية إحباط تهريب (73500) حبة كبتاجون مخدرة في مركز حدود جابر الإفتاء أصدرت 39 ألف فتوى في رمضان .. احصائيات العمل: زيارات تفتيشية ل 7539 منشأة حررت خلالها 1004 مخالفات في الربع الأول من عام 2024 تحذير أمني للأردنيين بخصوص الأطفال بنك ABC يحصد جائزة أفضل بنك لتمويل التجارة الدولية في الشرق الأوسط للعام الثاني على التوالي من مجلة جلوبال فاينانس 200 يوما على العدوان وغزة تحصي ضحاياها ما قصة الـ 10.137 ألف سهم التي إشتراها الإخوة وسيم ووليد وأيوب زعرب قبل أيام ؟! سائقو تطبيقات النقل الذكية يستأنفون اعتصامهم أمام شركة "أوبر" وزارة الإستثمار وشركة المدن الصناعية الأردنية تعقدان جلسة للتعريف بآلية الشراء والتَظَلُّم الشؤون الفلسطينية تصدر كتابها السنوي للعام 2023 انخفاض ملحوظ بأسعار الذهب في الأردن الفيدرالي الأمريكي يلوح بإمكانية رفع الفائدة مع توقف التقدم في خفض التضخم لأغراض سياسية.. بن غفير يحرّض على إعدام الأسرى الفلسطينيين