اخبار البلد ـ خاص
تبدع الحكومة الأردينة؛ في اتخاذ قراراتها المتعلقة بالحالة الوبائية باستراتيجية نستطيع وصفها بالإستراتيجية الفريدة من نوعها وغير المتبعة مع التأكيد، إلا بالمملكة.
وتبين هذا خلال ايجاز صحفي لوزراء الحكومة، أمس الإثنين، الذي صدر فيه عدّة قرارات أثارت دهشة الشارع الأردني، مع سؤال بارز هل هذه القرارات هي مخاض الإجتماعات الحكومية عقب ارتفاع مؤشر الإصابات بفيرس كورونا المستجد على أرض المملكة، وحقيقة طرح هذا السؤال جاء مع نوعٍ من السخرية والصدمة في ذات الوقت، وذلك لما آلت إليه الحالة الوبائية في هذه الفترة.
الحكومة قررت من خلال وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي، تعطيل المدارس في الأردن 14 يومًا، مع استثناء طلبة المرحل الإبتدائية ـ الصفوف الثلاث الأولى ـ ومرحلة الثانوية العامة ـ التوجيهي ـ اعتبارًا من يوم الخميس المقبل، وفي ذات الوقت خرج وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة ليعلن اغلاق المساجد لذات المدة، مؤكدًا أن هذا القرار جاء التزامًا في التوصيات والتوجيهات الصحية.
هذان التصريحان حملا في طياتهما نوعًا من الغرابة وعدم القرءاة الصحيحة للمغزى المراد بهما إن وجد، وبكل تأكيد الحكومة لم تفطن لتقديم توضيح إذا كان هناك واحد، وراء اغلاق المساجد، والسماح لطلبة الإبتدائي بالذهاب للمدارس، تجنبًا لأي معضلة جديدة سببها القرارات والإجراءات الوبائية غير المفهومة بين الطرفين.
الاعتقادات سريعًا توجهت إلى أن الحكومة تعتبر صغار المدارس، أوعى وأكثر حذرًا من مصلي المساجد بما يخص اجراءات السلامة العامة لتجنب تدهور الحالة الوبائية، وجب عليها اتخاذ الخطوة،الأمر الذي جعل افراد الشعب يستنتجون هذا التحليل وتدوله كالنار في الهشيم على تطبيقات التواصل الاجتماعي.
التأكيدات بدأت تنصب من قلبل الرأي العام على أن الحكومة لم تعد قادره بتاتًا على قيادة مشهد جائحة كورونا، لايصال الأردن إلى بر الأمان صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وحتى سياسيًا، حيث إن الحيرة الحكومية طاغية في قراراتها وتثبت عدم كفاءتها وضعفها في المحافظة على الملفات المفصلية التي تغلفها ظلال الفشل والتراجع الاصلاحي.
الجدير بالذك أن الحكومة اتخذت عدّة قرارات واجراءات لتحول دون تدهور الحالة الوبائية في المملكة أكثر مما هي عليه، أمس الإثنين، فقط تقرر اغلاق المساجد اعتبارًا من الخميس المقبل، وتعطيل لمدارس إلا المراحل الابتدائية والثانوية العامة، وتمديد ساعات الحظر في الأغور الجنوبية ليصبح من الساعة السادسة مساء لغاية السادسة صباحًا، وإغلاق صالات المطاعم والمقاهي، وعم السماح للتجمعات تحت طائلة المسؤولية.